ونظير قول أبى دهبل قول ذى الرمّة:

لها بشر مثل الحرير ومنطق … رخيم الحواشى لا هراء ولا نزر (?)

فأما قول مروان:

إلى ملك تندى إذا يبس الثّرى … بنائل كفّيه الأكفّ الجوامد

فمثل قول أبى حنش النميرىّ فى يحيى بن خالد البرمكيّ:

لا ترانى مصافحا كفّ يحيى … إنّنى إن فعلت أتلفت (?) مالى

لو يمسّ البخيل راحة يحيى … لسخت نفسه ببذل النّوال

ومثله قول ابن الخياط (?) المدنىّ فى المهدىّ:

لمست بكفّى كفّه أبتغى الغنى … ولم أدر أنّ الجود من كفّه يعدى (?)

فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى … أفدت، وأعدانى فأتلفت ما عندى

وقد قيل إن هذا الشاعر كأنه مصرّح بالهجاء؛ لأنه زعم أنّ الّذي لمس كفّه لم يفده شيئا بل أعداه جوده، فأتلف ماله، ولم يرد الشاعر إلا المدح؛ ولقوله وجه، وهو أنّ ذوى الغنى هم الذين تستقر الأموال فى أيديهم وتلبث تحت أيمانهم؛ ومن أخرج ما يملكه حالا بحال لا يوصف بأنه ذو غنى، فأراد الشاعر أننى لم أفد منه ما بقى فى يدى واستقرّ تحت ملكى؛ فلهذا قال: لم أفد ما أفاد ذرو الغنى.

ومن هذا المعنى قول مسلم:

/ إلى ملك لو صافح النّاس كلّهم … لما كان حىّ فى البريّة يبخل

ومثله قول العكوّك:

لو لمس النّاس راحتيه … ما بخل النّاس بالعطاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015