ومثله قول الأخيطل (?).
خلوت بها وسجف الليل ملقى … وقد أصغت إلى الغرب النّجوم
كأنّ كلامها درّ نثير … ورونق ثغرها درّ نظيم
ولغيره:
تبسّمت فرأيت الدّرّ منتظما … وحدّثت فرأيت الدّرّ منتثرا
ولآخر:
وتحفظ لا من ريبة يحذرونها … ولكنها من أعين النّاس تحفظ
وتلفظ درّا فى الحديث إذا جرى … ولم نر درّا قبل ذلك يلفظ
ولبعض من تأخر زمانه من الشعراء وقرب من عصرنا هذا:
أظهرن وصلا إذ رحمن متيّما … وأرين هجرا إذ خشين مراقبا
/ فنظمن من درّ المباسم جامدا … ونثرن من درّ المدامع ذائبا
قال قدس الله روحه: وليس قول أبى دهبل فى صفة الحديث (?):
كتساقط الرّطب الجنىّ من ال … أقناء لا نثرا ولا نزرا
من هذا الباب فى شيء، لأن جميع ما تقدم هو فى وصف الثّغر؛ وهذا فى وصف حسن الحديث وأنه متوسّط فى القلة والكثرة، لازم للقصد كانتثار الرّطب من الأقناء؛ ويشبه أن يكون أراد أيضا مع ذلك وصفه بالحلاوة والغضاضة لتشبيهه له بالرطب، ثم إنه غضّ طرىّ غير مكرّر ولا معاد؛ لقوله: «الرطب الجنىّ» فتجتمع له أغراض: الوصف بالاقتصاد فى القلة والكثرة، ثم وصفه بالحلاوة، ثم الفصاحة، ثم الغضاضة.