عرّفتاه الهوى بظلمهما … يا ليتنى قبلها عدمتهما

هما إلى الحين قادتا وهما … دلّ على ما أجنّ دمعهما

سأعذر القلب فى هواه فما … سبّب هذا البلاء غيرهما

*** [خبر الأصمعىّ حين سافر إلى البصرة؛ وسماعه لشعر استحسنه ورواه: ]

وبهذا (?) الإسناد عن الأصمعىّ قال: نزلت ذات ليلة فى وادى بنى العنبر، وهو إذ ذاك معان (?) بأهله- أى آهل- فإذا فتية يريدون البصرة؛ فأحببت صحبتهم، فأقمت ليلتى تلك عليهم؛ وإنّى لوصب محموم؛ أخاف ألّا أستمسك على راحلتى؛ فلمّا أقاموا ليرحلوا أيقظونى؛ فلما رأوا حالى رحلوا وحملونى؛ وركب أحدهم ورائى يمسكنى؛ فلما أمعن السير تنادوا ألا فتى يحدو بنا أو ينشدنا! فإذا منشد فى سواد الليل بصوت ند حزين ينشد:

لعمرك إنّى يوم بانوا فلم أمت … خفاتا على آثارهم لصبور

غداة المنقّى إذ رميت بنظرة … ونحن على متن الطّريق نسير (?)

فقلت لقلبى حين خفّ به الهوى … وكاد من الوجد المُئنّ يطير (?)

فهذا ولمّا تمض للبين ليلة … فكيف إذا مرّت عليه شهور

/ وأصبح أعلام الأحبة دونها … من الأرض غول نازح ومسير

وأصبحت نجديّ الهوى متهم الثوى … أزيد اشتياقا أن يحنّ بعير

عسى الله بعد النأى أن يسعف النّوى … ويجمع شمل بعدها وسرور

قال: فسكنت والله الحمّى عنّى، حتى ما أحسّ بها، فقلت لرفيقى: انزل رحمك الله إلى راحلتك، فإنى متماسك؛ وجزاك الله عن حسن الصّحبة خيرا.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015