ومعنى «يعتلجن» يعاضّ بعضها بعضا، ويترامحن من النشاط فيجدّ الفحل معهنّ مرّة، وأخرى يأخذ معهنّ فى اللعب فيشمع، وفى يجدّ لغتان: يجد ويجدّ، والمفتوح لغة هذيل؛ ويقال فلان جادّ مجدّ على اللغتين معا.
وقيل إن معنى يشمع الحمار أنه يتشمّع، ثم يرفع رأسه فيكشّر عن أسنانه، فجعل ذلك بمنزلة الضحك، قال الشّماخ:
ولو أنّى أشاء كننت نفسى … إلى لبّات بهكنة شموع (?)
وقال المتنخل الهذلىّ:
ولا والله نادى الحىّ ضيفى … هدوءا بالمساءة والعلاط (?)
سأبدؤهم بمشمعة وأثنى … بجهدى من طعام أو بساط
أراد بقوله «نادى الحىّ ضيفى» أى لا ينادونه، من النداء بالسوء والمكروه ولا يتلقونه بما لا يؤثر/. والعلاط: من أعلطه واعتلط به؛ إذا خاصمه وشاغبه ووسمه بالشر؛ وأصله من علاط البعير، وهو وسم فى عنقه.
وقيل إن معنى «نادى الحىّ» من النادى؛ أى لا يجالسونه بالمكروه والسوء.
ومعنى «سأبدؤهم بمشمعة» أى بلعب وضحك، لأن ذلك من علامات الكرم والسرور بالضيف، والقصد إلى إيناسه وبسطه، ومنه قول الآخر:
وربّ ضيف طرق الحىّ سرى … صادف زادا وحديثا ما اشتهى
إنّ الحديث جانب من القرى (?)
وروى الأصمعىّ عن خلف الأحمر قال: سنّة الأعراب أنهم إذا حدّثوا الرجل الغريب