قال: فأمر فجئ بالطعام فأكل من ساعته.
قوله: «خن باكيا» معناه رفع صوته بالبكاء، وقال قوم: الخنين، بالخاء معجمة من الأنف، والحنين من الصّدر، وهو صوت يخرج من كلّ واحد منهما.
وأخبرنا المرزبانىّ قال حدثنا محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن يزيد النحوىّ قال:
سمعت التّوزيّ يقول: دخلنا مع الأصمعىّ إلى إسماعيل بن جعفر ليلة فى حاجة، فأنشده الأصمعىّ أبيات ابن هرمة:
أتيناك نزجى حاجة ووسيلة … إليك، وقد تحظى لديك الوسائل (?)
ونذكر ودّا شدّه الله بيننا … على الدّهر لم تدبب إليه الغوائل (?)
فأقسم ما أكبى زنادك قادح … ولا أكذبت فيك الرّجاء القوابل (?)
ولا رجعت ذا حاجة عنك علّة … ولا عاق خيرا عاجلا منك آجل (?)
ولا لام فيك الباذل الوجه نفسه … ولا احتكمت فى الجود منك المباخل (?)
لم يزد على هذه الأبيات، فقضى حاجته وأجاب مسألته.
قال سيدنا أدام الله علوّه: ويشبه أن يكون ابن هرمة أخذ قوله:
* ولا كذبت فيك الرّجاء القوابل*
من قول الحزين الكنانىّ فى زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام:
فلما (?) تردّى بالحمائل وانثنى … يصول بأطراف القنىّ الذّوابل (?)
/ تبيّنت الأعداء أنّ سنانه … يطيل حنين الأمّهات الثّواكل