تبيّن فيه ميسم العزّ والتّقى … وليدا يفدّى بين أيدى القوابل
وأخبرنا عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنى محمد بن يحيى الصولىّ قال حدثنى محمد بن الحسن البلغيّ قال حدثنى أبو حاتم عن الأصمعىّ قال: قال الرشيد يوما: يا أصمعيّ، أتعرف للعرب اعتذارا وندما؟ ودع النابغة فإنه يحتج ويعتذر، فقلت: ما أعرف ذلك إلّا لبشر بن أبى خازم الأسدىّ؛ فإنه هجا أوس بن حارثة بن لأم، فأسره بعد ذلك وأراد قتله، فقالت له أمه- وكانت ذات رأى-: والله لا محا هجاءه لك إلّا مدحه إياك، فعفا عنه، فقال بشر (?):
إنى على ما كان مني لنادم … وإنى إلى أوس بن لأم لتائب
وإنى إلى أوس ليقبل توبتى … ويعرف ودّى ما حييت لراغب
فهب لى حياتى فالحياة لقائم … يسرّك فيها خير ما أنت واهب
سأمحو بمدحى (?) فيك إذ أنا صادق … كتاب هجاء سار إذ أنا كاذب
فقال الرشيد للأصمعىّ: إن دولتى لتحسن ببقائك فيها.
*** وأخبرنا عليّ بن محمد الكاتب قال حدثنا ابن دريد قال حدثنا عبد الرحمن- يعنى ابن أخى الأصمعىّ- عن عمه قال: سمعت بيتين لم أحفل بهما، ثم قال: قلت: هما على كلّ حال خير من موضعهما من الكتاب، قال: فإنى عند الرشيد يوما وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل عليّ مسرور الكبير، فقال: يا مسرور، كم فى بيت مال السرور؟ فقال: ما فيه شيء، قال عيسى: هذا بيت مال الحزن، فاغتمّ لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطينّ الأصمعىّ سلفا على بيت مال السرور ألف دينار، فوجم عيسى وانكسر، فقلت فى نفسى:
جاء موقع (?) البيتين، وأنشدت الرشيد: