أفضل فتلك لا تبقى غنى، والتى تبقى غنى ليست الجزيلة، وهذا تناقض.
قلنا: أما تأويلنا فمطابق (?) للوجهين المذكورين فى قوله: «ما بقّت (?) غنى»؛ لأنّ من تأوّل ذلك على أنّ المراد بها المعطى، وأنّ خير العطية ما أغنته عن المسألة فالمطابقة ظاهرة، ومن تأوّله على الوجه الآخر، وحمل ما أبقى الغنى على المعطى وأهله وأقاربه؛ فتأويلنا أيضا مطابق له، لأنه قد يكون فى العطايا التى يبقى بعدها الغنى على الأهل والأقارب جزيل وغير جزيل، فقال عليه السلام: «خير الصدقة ما بقّت (2) غنى» بعد إخراجها؛ والعطية الجزيلة التى تبقى بعدها غنى خير من القليلة، فمدح عليه السلام بعد إبقاء الغنى جزيل العطية، وحثّ على الكرم والفضل.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى بن جنيقا قال أخبرنا أبو عبد الله الحكيمىّ قال أملى علينا أبو العباس/ أحمد بن يحيى النحوىّ قال: أنشدنا ابن الأعرابىّ لثابت قطنة العتكىّ (?):
يا هند كيف بنصب بات يبكينى … وعائر فى سواد العين يؤذينى (?)
كأنّ ليلى والأصداء هاجدة … ليل السّليم وأعيا من يداوينى
لمّا حنى الدّهر من قوسى وعذّرنى … شيبى وقاسيت أمر الغلظ واللّين (?)