فإن تجمّع أوتاد وأعمدة … وساكن بلغوا الأمر الّذي كادوا
أى أرادوا.
وقال بعضهم: معنى قوله تعالى: كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ؛ [يوسف: 76]، أى أردنا ليوسف.
وقال الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس: معناه كذلك صنعنا ليوسف.
ومما يشهد لمن جعل لفظة يَكَدْ زائدة فى الآية قول الشاعر:
سريع إلى الهيجاء شاك سلاحه … فما إن يكاد قرنه يتنفّس
أى فما إن يتنفس قرنه، و «يكاد» مزيدة للتوكيد، وقال حسان:
وتكاد تكسل أن تجئ فراشها … فى جسم خرعبة وحسن قوام
معناه وتكسل أن تجئ فراشها، وقال الآخر:
وألّا ألوم النّفس فيما أصابنى … وألّا أكاد بالذى نلت أنجح
أى لا أنجح بالذى نلت؛ ولو لم يكن الأمر على هذا لم يكن البيت مدحا.
وروى عبد الصمد بن المعذّل بن غيلان عن أبيه عن جدّه غيلان (?) قال: قدم علينا ذو الرّمة الكوفة، فأنشدنا بالكناسة- وهو على راحلته- قصيدته الحائية؛ التى يقول فيها:
إذا غيّر النّأى المحبّين لم يكد … رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح (?)
فقال له عبد الله بن شبرمة (?): قد برح يا ذا الرّمة، ففكّر ساعة ثم قال:
إذ غيّر النّأى المحبّين لم أجد … رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح
قال: فأخبرت أبى بما كان من قول ذى الرّمة واعتراض ابن شبرمة عليه، فقال: