ومنها أن يكون المعنى: كادت القلوب من شدة الرّعب والخوف تبلغ الحناجر، وإن لم تبلغ فى الحقيقة، فألغى ذكر «كادت» لوضوح الأمر فيها، ولفظة «كادت» هاهنا للمقاربة؛ مثل قول قيس بن الخطيم:

أتعرف رسما كاطّراد المذاهب … لعمرة وحشا غير موقف راكب (?)

ديار الّتي كادت ونحن على منى … تحلّ بنا لولا نجاء الرّكائب

معناه: قاربت أن تحلّ بنا، وإن لم تحلل فى الحقيقة.

وقوله: «غير موقف راكب» فيه وجهان: أحدهما أنه ليس بموضع يقف فيه راكب لخلوّه من الناس ووحشته، والآخر أن يكون أراد أنّه وحش؛ إلّا أن راكبا واقف به؛ يعنى نفسه.

وقال نصيب:

/ وقد كدت يوم الحزن لما ترنّمت … هتوف الضّحى محزونة بالترنّم

أموت لمبكاها أسى إنّ لوعتى (?) … ووجدى بسعدى شجوه غير منجم (?)

معنى المنجم: المقلع.

وقال ذو الرّمة:

وقفت على ربع لميّة ناقتى … فما زلت أبكى عنده وأخاطبه (?)

وأسقيه حتى كاد ممّا أبثّه (?) … تكلّمنى أحجاره وملاعبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015