وروى يموت بن المزرّع لخاله عمرو بن بحر الجاحظ فى الجمّاز (?) يهجوه:
نسب الجمّاز مقصور إليه منتهاه
تنتهى الأحساب بالنّاس ولا تعدو قفاه
يتحاجى من أبو الجمّاز فيه كاتباه
ليس يدرى من أبو الجمّاز إلّا من يراه
/ أخبرنا المرزبانىّ قال: أخبرنا عليّ بن هارون قال أنشدنى وكيع قال أنشدنى أبو العيناء قال أنشدنى الجاحظ لنفسه فى الخضاب:
زرت فتاة من بنى هلال … فاستعجلت إلى بالسّؤال
ما لي أراك قانئ السّبال … كأنّما كرعت فى جريال (?)
ما يبتغى مثلك من أمثالى … تنحّ قدّامى ومن حيالى
قال سيدنا الشريف المرتضى أدام الله علوّه: قوله: «كأنما كرعت فى جريال» مليح قوىّ، ولا يشبه شعر الجاحظ للينه وضعف كلامه.
وذكر أبو العيناء قال حدثنى إبراهيم بن رياح قال أنشدنى الجاحظ يمدحنى:
بدا حين أثرى بإخوانه … ففلّل عنهم شباة العدم
وذكّره الحزم ريب الزّمان … فبادر بالعرف قبل النّدم
قال إبراهيم: فذاكرت بهما أحمد بن أبى دؤاد فقال: قد أنشدنيهما يمدحنى بهما، ثم لقيت محمد بن الجهم فقال: قد أنشدنيهما يمدحنى بهما، وقال يموت بن المزرّع: سمعت خالى الجاحظ يقول: لا أعرف شعرا يفضل قول أبى نواس: