ودار ندامى عطّلوها وأدلجوا … بها أثر منهم جديد ودارس (?)

مساحيب من جرّ الزّقاق على الثّرى … وأضغاث ريحان: جنىّ ويابس

حبست بها صحبى فجدّدت عهدهم … وإنى على أمثال تلك لحابس

ولم أدر من هم غير ما شهدت به … بشرقىّ ساباط الدّيار البسابس (?)

أقمنا بها يوما ويوما وثالثا … ويوما له يوم التّرحّل خامس

تدار علينا الرّاح فى عسجديّة … حبتها بأنواع التّصاوير فارس

قرارتها كسرى وفى جنباتها … مها تدريها بالقسىّ الفوارس (?)

/ فللخمر ما زرّت عليه جيوبها … وللماء ما دارت عليه القلانس

قال الجاحظ: فأنشدتها أبا شعيب القلّال (?) فقال: يا أبا عثمان، لو نقر هذا الشعر لطنّ! قلت: ويلك! ما تفارق الجرار والخزف حيث كنت! .

قال سيدنا أيده الله: أخذ أبو نواس قوله:

ولم أدر من هم غير ما شهدت به … بشرقى ساباط الدّيار البسابس

من قول أبى خراش الهذلىّ:

ولم أدر من ألقى عليه رداءه … سوى (?) أنّه قد سلّ عن ماجد محض (?)

ويقال إن أبا خراش أوّل من مدح من لا يعرفه، وذاك أن خراش بن أبى خراش أسر هو وعروة بن مرة، فطرح رجل من القوم رداءه على خراش حين شغل القوم بقتل عروة ونجّاه. فلما تفرغوا له قال: أفلت منّى، ويقال: بل رآه فى الأسر رجل من بنى عمه، فألقى عليه رداءه ليجيره به، وقال له: النجاء ويلك! فقال أبو خراش فى ذلك:

حمدت الإله (?) بعد عروة إذ نجا … خراش وبعض الشّرّ أهون من بعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015