وخصب بعد جدب، وغنى بعد فقر، وطاعة المحبوب، وفرج المكروب، ومن الوصل (?) الدائم، مع الشباب الناعم؛ وللنظّام شعر كثير صالح، فمنه:

يا تاركى جسدا بغير فؤاد … أسرفت فى الهجران والإبعاد

إن كان يمنعك الزّيارة أعين … فادخل عليّ بعلّة العوّاد

كيما أراك وتلك أعظم نعمة … ملكت يداك بها منيع قيادى

إنّ العيون على القلوب إذا جنت … كانت بليّتها على الأجساد

وله:

توهّمه (?) طرفى فآلم خدّه … فكان (?) مكان الوهم من نظرى أثر

وصافحه قلبى فآلم كفّه … فمن صفح قلبى فى أنامله عقر

ومرّ بقلبى خاطرا فجرحته … ولم أر خلقا (?) قطّ يجرحه الفكر

يمرّ فمن لين وحسن تعطّف … يقال به سكر وليس به سكر

ويقال إن أبا العتاهية، قال: أنشدت النظام شعرا:

إذا همّ النّديم له بلحظ … تمشّت فى محاسنه الكلوم

فقال: ينبغى أن ينادم هذا أعمى.

قال سيدنا المرتضى أدام الله علوّه: وأبيات النظام تتضمّن معنى بيت أبى العتاهية، ولسنا ندرى أيّهما أخذ من صاحبه، والنظّام يكرر هذا المعنى/ كثيرا فى شعره، فمن ذلك قوله:

رقّ فلو بزّت سرابيله … علّقه الجوّ من اللّطف (?)

يجرحه اللّحظ بتكراره … ويشتكى الإيماء بالطّرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015