ولبشر أشعار كثيرة، يحتج فيها على أهل المقالات. وذكر الجاحظ أنّه لم ير أحدا أقوى (?) على المخمّس والمزدوج (?) على ما قوى عليه بشر، وأنه كان أكثر فى ذلك وأقدر من أبان اللاحقىّ (?)، وهو القائل:
إن كنت تعلم ما أقو … ل وما تقول فأنت عالم
أو كنت تجهل ذا وذا … ك فكن لأهل العلم لازم
أهل الرّئاسة من ين … ازعهم رياستهم فظالم
سهرت عيونهم وأن … ت عن الّذي قاسوه حالم
لا تطلبنّ رئاسة … بالجهل أنت لها مخاصم
/ لولا مقامهم رأي … ت الدّين مضطرب الدّعائم
فأما أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار النظّام؛ فإنه كان مقدّما فى العلم بالكلام، حسن الخاطر، شديد التدقيق والغوص على المعانى؛ وإنما أدّاه إلى المذاهب الباطلة التى تفرّد بها واستشنعت منه تدقيقه وتغلغله. وقيل: إنه مولى
الزياديين من ولد العبيد، وإن الرّقّ جرى على أحد آبائه.
وقيل للنظّام (?): ما الاختصار؟ فقال: الّذي اختصاره فساد. وقال لرجل: أتعرف فلانا المجوسىّ؟ فقال: نعم، ذاك الّذي حلق وسط رأسه، كما يفعل اليهودىّ، فقال النظّام:
لا مجوسىّ عرفت، ولا يهودىّ وصفت.
قال الجاحظ وذكر عبد الوهاب الثقفىّ فقال: هو أحلى من أمن بعد خوف، وبرء بعد سقم،