تعالى: فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فيما تطيقون فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ؛ بمنزلة من ليست أيّما، ولا ذات زوج. فقال ابن لهيعة: هذا والله هو الحق.

ويقال إن عمرو بن عبيد أتى يونس بن عبيد يعزّيه عن ابن له، فقال له: إن أباك كان أصلك، وإن ابنك كان فرعك، وإن امرأ ذهب أصله وفرعه لحرىّ أن يقلّ بقاؤه. وقيل إن عبد الله بن عبد الأعلى أخذ هذا المعنى فقال:

صحبتك قبل الرّوح إذ أنا نطفة … تصان فما يبدو لعين مصونها

أرى المرء دينا للمنايا وما لها … مطال إذا حلّت بنفس ديونها

فماذا بقاء الفرع من بعد أصله … ستلقى الّذي لاقى الأصول غصونها

وأول من سبق إلى هذا المعنى امرؤ القيس فى قوله:

فبعض اللّوم عاذلتى فإنى … ستغنينى التّجارب وانتسابى (?)

إلى عرق الثّرى وشجت عروقى … وهذا الموت يسلبنى شبابى

وأخذ ذلك لبيد فى قوله:

فإن أنت لم تصدقك نفسك فانتسب … لعلّك تهديك القرون الأوائل (?)

فإن لم تجد من دون عدنان والدا … ودون معدّ فلنزعك العواذل (?)

/ وأخذه أيضا فى قوله:

تودّ ابنتاى أن يعيش أبوهما … وهل أنا إلّا من ربيعة أو مضر! (?)

ونظر إليه محمود الوارق وإبراهيم بن العباس الصولىّ؛ أما محمود ففى قوله:

إذا ما انتسبت إلى آدم … فلم يك بينكما من أب

وجازت سنوك بك الأربعين … وصرت إلى الجانب الأجنب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015