يا أبا عمرو , ما شيء بلغني أنك تجيزه؟ قَالَ: وما هو؟ قَالَ: بلغني أنك تجيز: ليس الطيب إلا المسك , بالرفع، فقال له أَبُو عمرو: هيهات , نمت وأدلج الناس! ليس فِي الأرض حجازي إلا وهو ينصب , ولا فِي الأرض تميمي إلا وهو يرفع، ثم قَالَ لي أَبُو عمرو: تعال أنت يا يحيى، وقال لخلف الأحمر: تعال أنت يا خلف، امضيا إلى أبي مهدية فلقناه الرفع , فإنه يأبى، وامضيا إلى المنتجع بْن نبهان التميمي , فلقناه النصب فإنه يأبى، قَالَ أَبُو مُحَمَّد: فمضينا إلى أبي مهدية فوجدناه قائما يصلي , فلما قضى صلاته أقبل علينا فقال: ما خطبكما؟ فقلت: جئناك لنسألك عَن شيء من كلام العرب، قَالَ: هاتياه، فقلنا: كيف تقول ليس الطيب إلا المسك؟ فقال: أتأمراني بالكذب على كبر سني , فأين الزعفران , وأين الجادي , وأين بنة الأبل الصادرة؟ فقال له خلف: ليس الشراب إلا العسل، قَالَ: فما تصنع سودان هجر , ما لهم غير هذا التمر، فلما رأيت ذلك قلت له: كيف تقول: ليس ملاك الأمر إلا طاعة اللَّه والعمل بها؟ فقال: هذا كلام لا دخل