فيه , ليس ملاك الأمر إلا طاعة اللَّه والعمل بها , فنصب فلقناه الرفع فأبى , فكتبنا ما سمعناه منه.
ثم جئنا إلى المنتجع فقلنا له: كيف تقول: ليس الطيب إلا المسك؟ ونصبنا فقال: ليس الطيب إلا المسك , فرفع , وجهدنا به أن ينصب , فلم ينصب.
فرجعنا إلى أبي عمرو، وعنده عيسى بْن عمر لم يبرح بعد , فأخبرناه بما سمعنا , فأخرج عيسى خاتمه من يده , فدفعه إلى أبي عمرو , وقال: بهذا سدت الناس يا أبا عمرو
حضرت أبا إسحاق الزجاج يوم الجمعة، فِي مجلسه بالجامع الغربي، بمدينة السلام، بعد الصلاة , وقد دس إليه أَبُو موسى الحامض رجلا غريبا بمسائل , منها: كيف تجمع هبي وهبية جمع التكسير؟ فقال أَبُو إسحاق: أقول: هباي كما ترى , فأدغم , وأصل الياء الأولى عندي السكون , ولولا ذلك لأظهرتها، فقال له الرجل: فلم تصرفه إذا كان أصله عندك السكون كما تصرف حمارا؟ فقال: لأن حمارا غير مكسر , وإنما هو واحد , فلذلك صرفته ولم أصرف هباي، قَالَ: وما أنكرت من أن يكونوا أعلوا العين فِي هذا الباب وصححوا اللام , فشبهوا الياء التي ههنا هي لام بعين المعتل , ثم أعلوا العين بمثل رأيته؟ فقال: هذا مذهب , وهو عندي جائز،