امالي الزجاجي (صفحة 238)

ثم سأله عَن ثالثة فأجاب , فقال له: أخطأت، فقال له سيبويه: هذا سوء أدب! قَالَ الفراء: فأقبلت عليه فقلت: إن فِي هذا الرجل حدة وعجلة , ولكن ما تقول فيمن قَالَ: هؤلاء أبون ومررت بأبين , كيف تقول مثال ذلك من وأيت وأويت؟ فقدر فأخطأ , فقلت: أعد النظر، فقدر وأخطأ ثلاث مرات يجيب ولا يصيب، فلما كثر ذلك قَالَ: لست أكلمكما أو يحضر صاحبكما حتى أناظره.

قَالَ: فحضر الكسائي فأقبل على سيبويه فقال: تسألني أو أسألك؟ قَالَ: لا , بل سلني أنت، فأقبل عليه الكسائي فقال: كيف تقول: كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي , أو فإذا هو إياها؟ فقال سيبويه: فإذا هو هي ولا يجوز النصب، فقال له الكسائي: لحنت، ثم سأله عَن مسائل من هذا النحو: خرجت فإذا عَبْد اللَّه القائم , أو القائم؟ فقال سيبويه فِي ذلك كله بالرفع دون النصب، وقال له الكسائي: ليس هذا كلام العرب , العرب ترفع ذلك كله وتنصبه، فدفع سيبوبه قوله , فقال يحيى بْن خالد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلدكما , فمن ذا يحكم بينكما؟ فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك قد اجتمعت من كل أوب , ووفدت عليك من كل صقع , وهم فصحاء الناس , وقد قنع بهم أهل المصريين , وسمع أهل الكوفة أهل البصرة منهم , فيحضرون ويسألون، فقال يحيى وجعفر: قد أنصفت، فأمر بإحضارهم فدخلوا , وفيهم أَبُو فقعس , وأبو زياد , وأبو الجراح , وأبو ثروان , فسئلوا عَنِ المسائل التي جرت بين الكسائي وسيبويه , فتابعوا الكسائي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015