فقام الحجاج مغضبا , ودخل القصر , وانصرف يزيد والعهد فِي يده , فقال الحجاج لخادمه: اتبعه وقل له: اردد علينا عهدنا، فإذا أخذته فقل له: هل ورثك أبوك مثل هذا العهد؟ ففعل الخادم وأبلغه الرسالة , فرد عليه العهد فقال: قل للحجاج: أورثني أبي مجده وفعاله , وأورثك أبوك أعنزا ترعاها! ثم سار تحت الليل فلحق بسليمان وهو ولي عهد الوليد , فضمه إليه وجعله فِي خاصته , ومدحه بقصائد , فقال له سليمان: كم كان أجري لك فِي عمالة فارس؟ قَالَ: عشرين ألفا، قَالَ: هي لك علي ما دمت حيا، والسليم: اللديغ، قَالَ الزجاجي فِي أماليه الصغرى: سمت العرب الملسوع سليما تفاؤلا , كما سموا المهلكة مفازة , من قولهم: فوز الرجل , إذا مات، كأنهما لفظتان لمعنى، وكان ينشد قول الشاعر:
كأني من تذكر آل ليلى ... إذا ما أظلم الليل البهيم
سليم بان عنه أقربوه ... وأسلمه المداوي والحميم
ولو كان على ما ذهب إليه , في السليم لقيل لكل من به علة صعبة: