سليم، مثل المبرسم , والمجنون , والمفلوج , بل كان يلزم أن يقال للميت سليم.
قَالَ البغدادي: وفيه أنشدنا المنقول عنه، أنه هو وابن الأعرابي، قالا: إن بني أسد تقول: إنما سمي السليم سليما لأنه أسلم لما به، على أنشدنا العلة لا يجب اطرادها، فتأمل، ثم أورد السيد جملا من أحواله , إلى أن أورد هذه الحكاية وأوردها الزجاجي فِي أماليه الصغرى , بسندها إلى سعيد بْن خالد الجدلي، أنه قَالَ: لما قدم عَبْد الملك بْن مروان الكوفة بعد قتل مصعب بْن الزبير , دعا الناس إلى فرائضهم , فأتيناه فقال: ممن القوم؟ فقلنا من بني جديلة، فقال: جديلة عدوان؟ قلنا: نعم، فتمثل عَبْد الملك:
عذير الحي من عدوان ... كانوا حية الأرض
بغي بعضهم بعضا ... فلم يرعوا على بعض
ومنهم كانت السادات ... والموفون بالقرض
ثم أقبل على رجل كنا قدمناه أمامنا , جسيم وسيم , فقال: أيكم يَقُولُ هذا الشعر؟ فقال: لا أدري، فقلت من خلفه: يقوله ذو الإصبع، فتركني