وروي الزجاجي فِي أماليه الصغرى قَالَ: ورد يزيد بْن الحكم الثقفي من الطائف، علي الحجاج بْن يوسف بالعراق , وكان شريفا شاعرا , فولاه الحجاج فارس , فلما جاء لأخذ عهده، قَالَ له: يا يزيد، أنشدنا من شعرك، يريد أنشدنا ينشده مديحا له، فأنشده:
من يك سائلا عني فأني ... أنا ابن الصيد من سلفي ثقيف
وفي وسط البطاح محل بيتي ... محل الليث من وسط الغريف
وفي كعب , ومن كالحي كعب ... حللت ذؤابه الجبل المنيف
حويت فحارها غورا ونجدا ... وذلك منتهى شرف الشريف
نماني كل أصيد ولا ضعيف ... بحمل المعضلات ولا عنيف
فوجم الحجاج وأطرق ساعة , ثم رفع رأسه، فقال: الحمد لله , أحمده وأشكره , إذ لم يأت علينا زمان إلا فينا أشعر العرب، ثم قَالَ: أنشدنا يا يزيد، فأنشأ يَقُولُ:
وأبي الذي فتح البلاد بسيفه ... فأذلها لبني الزمان الغابر
وأبي الذي سلب ابن كسرى راية ... فِي الملك تخفق كالعقاب الكاسر
وإذا فخرت فخرت غير مكذب ... فخرا أدق به فخار الفاخر