ابتداء، وعند آخرين من أئمة النحويّين، منهم أبو (?) على، أن الجرّ بربّ، واستدلّ أبو علىّ بقول الهذلىّ:

فإمّا تعرضنّ أميم عنّى … وتنزعك الوشاة أولو النّياط (?)

فحور قد لهوت بهنّ عين … نواعم فى البرود وفى الرّياط

فالفاء جواب الشّرط، وإذا كانت الفاء جوابا للشرط، حصل انجرار الاسم (?) [بالجارّ] المضمر، ومن الدليل على ذلك أيضا قوله:

بل بلد ملء الفجاج قتمه (?)

«فلو كان الجرّ بالواو، دون ربّ المضمرة، لكان الجرّ فى قوله: «بل بلد» ببل، قال: وهذا لا نعلم أحدا به اعتداد يقوله».

قوله: «أولو النّياط» النّياط: جمع نوطة، والنّوطة: الحقد.

والرّيطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة، ولم تكن لفقين، وجمعها: ريط ورياط.

وقول رؤبة: «عامية أعماؤه» أى غير واضحة نواحيه وأقطاره.

وقوله: «كأنّ لون أرضه سماؤه» هو من المقلوب، وفيه تقدير حذف مضاف، وإنما أراد: كأنّ لون سمائه لون أرضه، وذلك لأن القتام لأجل الجدب ارتفع حتى غطّى السماء، فصار لونها كلون الأرض، وقد اتّسع القلب فى كلامهم حتى استعملوه فى غير الشّعر، فقالوا: أدخلت القلنسوة فى رأسى، والخاتم فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015