وممّا حذف منه حرف الجر، فعاقبه النصب قول المتلمّس (?):
آليت حبّ العراق الدّهر أطعمه … والحبّ يأكله فى القرية السّوس
أراد: على حبّ العراق.
وممّا حذفوه من الحروف الجارّة، وعوّضوا منه، كما حذفوا واو القسم وعوّضوا منها الهمزة الاستفهامية وحرف التنبيه: ربّ، حذفوها، وعوّضوا منها الواو، كقول القائل (?): «وقرن قد دلفت إليه فى المصاع» وكقوله:
وسبى قد حويته فى المغار
أراد: ربّ قرن، فحذف ربّ، وأدخل الواو، فمن النحويين (?) من قال: إن الواو هى الجارّة، على طريق النيابة، ومنهم/من قال: إن الجرّ بربّ مقدّرة، والقول الأول عند بعض النحويين أجود، قال: لأنك إذا لم تحكم بأن الجرّ للواو، كانت عاطفة، والعاطف لا يقع أوّلا، وإنما يجيء بعد معطوف عليه، وهذه الواو كثيرا ما تقع مبتدأ بها فى الشّعر، كقول رؤبة:
وبلد عامية أعماؤه … كأنّ لون أرضه سماؤه (?)
فلو حكمت بأن الجرّ لربّ، تمحّضت الواو للعطف ابتداء، والعطف لا يقع