التقدير: ارجع وراءك وائت مكانا أوسع لك، فحذفوا الفعلين والموصوف الذى هو المكان، وكذلك حسبك خيرا لك، معناه: اكتف ائت أمرا خيرا لك، وأمّا قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ اِنْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ} (?) ففيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أن التقدير: يكن خيرا، وهذا قول الكسائى (?)، ومن مذهب سيبويه أنّ «كان» لا يجوز إضمارها إلا مع «إن» فيما قدّمته من قولهم: «الناس مجزيّون بأعمالهم، إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ».

والثانى: أن {خَيْراً} صفة مصدر محذوف، تقديره: انتهوا انتهاء خيرا لكم، وهو قول (?) الفرّاء، وهذا القول ليس فيه زيادة فائدة على ما دلّ عليه {اِنْتَهَوْا} لأن انتهوا يدلّ على الانتهاء بلفظه، فيفيد ما يفيده الانتهاء (?).

والثالث: قول سيبويه (?)، وهو أن التقدير: ائتوا خيرا لكم، وفى هذا التقدير فائدة عظيمة، لأنه نهاهم بقوله: {اِنْتَهَوْا} عن التثليث، وأمرهم بقوله: ائتوا خيرا لكم، بالدخول فى التوحيد، فكأنه قال: انتهوا عن قولكم: آلهتنا ثلاثة، وأتوا خيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015