لكم، فقولوا: إنما الله إله واحد، فقد أخرجهم بهذا التقدير عن أمر فظيع، وأدخلهم فى أمر حسن جميل، ومنه ما أنشده أبو علي، فى كتابه الذى وسمه بالإيضاح (?):

تروّحي أجدر أن تقيلى … غدا بجنبى بارد ظليل

وفيه على ما ذهب إليه، ولم يذكره فى الإيضاح، خمسة (?) حذوف، لأنه قدّر ائتى مكانا أجدر بأن تقيلى فيه، فحذف الفعل، وحذف المفعول الموصوف الذى /هو مكانا، وحذف الباء التى يتعدّى بها أجدر، وحذف الجارّ من فيه، فصار:

تقيليه، فحذف العائد إلى الموصوف، كما حذف فى قوله سبحانه: {وَاِتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} (?) أى لا تجزى فيه، وقال الخليل وسيبويه فى قول عمر ابن أبى ربيعة (?):

فواعديه سرحتى مالك … أو الرّبا بينهما أسهلا

إن التقدير: ائتى مكانا سهلا، وضع أسهل، مكان سهل، كما وضع أفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015