وقوله تعالى: {لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ} (?) التقدير: ولا خلّة فيه ولا شفاعة فيه، فحذف خبر الثانية والثالثة، لدلالة الخبر الأوّل [عليهما (?)] وكذلك خبر لا المشبّهة بليس، فى قوله:
من صدّ عن نيرانها … فأنا ابن قيس لا براح (?)
وقد تقدم ذكر ذلك.
فأما حذف المفعول فكثير فى باب إعمال الفعلين، كقولك: أكرمت وأكرمنى زيد، أردت: أكرمت زيدا وأكرمنى زيد، فحذفت مفعول الأول لدلالة فاعل الثانى عليه، وقريب من هذا حذف مفعول الثانى لدلالة مفعول الأول عليه، فى قوله تعالى: {وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذّاكِراتِ} (?) التقدير: والحافظات فروجهنّ، والذاكرات الله كثيرا.
وممّا حذف لدلالة ما قبله عليه، المنصوب فى قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ} (?) أراد: والسموات غير السموات.
وحذف المفعول يكثر للعلم به، وذلك لاقتضاء الفعل له كقوله:
{ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى} (?) أراد: وما قلاك (?)، وكذلك: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى} أى فآواك، {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى} أى فهداك، {وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى} أى فأغناك.