وأما حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، فكثير جدّا، وقد قدّمت (?) ذكر طرف منه، وذلك نحو قولهم: «صلّى المسجد»، أى أهل المسجد، ومنه قول/مهلهل بن ربيعة:
نبّئت أن النار بعدك أو قدت … واستبّ بعدك يا كليب المجلس (?)
أراد: استبّ أهل المجلس، ومنه: {وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً} (?) أى إلى أهل مدين، ألا ترى أن الضّمير الذى هو الهاء والميم فى {أَخاهُمْ} لا يعود على {مَدْيَنَ} نفسها، وإنما يعود على أهلها، وقد أظهر هذا المحذوف فى موضع آخر، وهو قوله: {وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} (?) ومنه قول حميد بن ثور (?):
قصائد يستحلى الرّواة نشيدها … ويلهو بها من لاعب الحىّ سامر
يعضّ عليها الشيخ إبهام كفّه … ويخزى بها أحياؤكم والمقابر
أى: وأهل المقابر، ومنه: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها} (?) أى أهل القرية {وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها} أى أصحاب العير {وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ} (?) أى برّ من آمن بالله، وإن شئت قدّرت: ولكنّ ذا البرّ من آمن بالله، ومنه {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ} (?) أى أشهر الحجّ أشهر معلومات، وإن شئت قدّرت: الحجّ حجّ أشهر معلومات، ومن ذلك قول النابغة: