والمعنى: ليس هذا هكذا، ومثله فى مجىء الاستفهام والمراد به الخبر المنفىّ قوله تعالى: {أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} (?) أى لم يخلقوا شيئا، وجاء بمعنى الخبر الموجب فى قوله: {أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ} (?) المعنى: الله يكفى عبده، و {هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكّى} (?) أى أدعوك إلى أن تزكّى، وبمعنى الخبر المنفىّ قوله: {أَفَمَنْ يُلْقى فِي النّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ} (?) أى ليسا سواء، ويكون خبرا بافتخار، كقوله تعالى حاكيا عن فرعون: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} (?) ومما جاء فيه الاستفهام بمعنى الخبر الموجب، قول جرير (?):
ألستم خير من ركب المطايا … وأندى العالمين بطون راح
أى أنتم خير من ركب المطايا، فلذلك قال عبد الملك حين أنشده هذا البيت:
/نحن كذلك، ولو قال جرير هذا على جهة الاستخبار، لم يكن مدحا، وكيف يكون هذا استفهاما، وقد جعل الرواة لهذا البيت مكانا عليّا، حتى قال بعضهم:
هو أمدح بيت (?).
وقد جاء لفظ الاستفهام الصريح المستعمل بالهمزة وأم، خبرا فى قول القائل (?):
ما ضرّ تغلب وائل أهجوتها … أم بلت حيث تناطح البحران