وقوله: «طبت فى الظّلال»: أى فى ظلال الجنة المذكورة فى قوله تعالى:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} (?) والظّلال: جمع ظلّ، وإنما يريد ظلّ شجرها، ويجوز أن يراد أنّ الجنّة كلّها ظلّ لا شمس فيها، كما قال تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} (?) وقال: {لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً} (?).

وقوله: «فى مستودع» أى فى صلب آدم قبل أن يهبط إلى الأرض، كما قال تعالى: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} (?) أى مستقرّ فى الأرحام، ومستودع فى الأصلاب.

وقوله «حيث يخصف الورق» يعنى حيث خصف آدم وحوّاء عليهما الورق حين بدت سوءاتهما، قال تعالى: {وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} (?) والخصف: ضمّ الشىء إلى الشىء وإلصاقه به، ومنه قولهم: خصفت النّعل: أى رقعتها، وصانعها خصّاف، والإشفى مخصف. وقوله:

ثم هبطت البلاد لا بشر … أنت ولا مضغة ولا علق

يعنى هبوطه وهو نطفة فى صلب آدم، لم يصر علقا ولا مضغة. والعلق:

الدّم الجامد، والمضغة: القطعة من اللّحم.

وقوله: «بل نطفة تركب السّفين» يعنى فى صلب نوح، كما جاء فى التنزيل: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015