هذا هو الأحسن، ويجوز: إنه هند شاخصة، فضمير الشّأن فى التنزيل: {إِنَّهُ أَنَا اللهُ} (?) وضمير القصّة: {فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ} (?).
وقد جاء ضمير الفاعل مستترا مفسّرا بمفعول؛ لأنه لم يعد إلى مذكور، وذلك على مذهب البصريّين فى باب إعمال الفعلين، فى نحو: أكرمنى وأكرمت زيدا، أردت: أكرمنى زيد، فأضمرت زيدا ولم تحذفه، كما رأى حذفه الكسائىّ، وحسن إضماره لدلالة ما بعده عليه.
والضّرب الرابع: أن يعود الضمير إلى معلوم قد تقرّر فى النّفوس، فقام قوّة العلم به وارتفاع اللّبس فيه مقام تقدّم الذّكر له، كقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ} (?) و {ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ} (?) أضمر الأرض، وكقوله: {فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} (?)، و {كَلاّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ} (?)، أضمر النّفس والرّوح، وكقوله:
{إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (?)، و {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ} (?) أضمر القرآن (?) والمسجد الحرام، وقال حاتم الطائىّ:
لعمرك ما يغنى الثّراء عن الفتى … إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر (?)