وقد قرئ {وَالَّذانِ يَأْتِيانِها} (?) بتخفيف النون وتشديدها، فمن شدّد جعل التشديد عوضا من ياء الذى، وكذلك من قرأ {فَذانِكَ} (?) و {هاتَيْنِ} (?) و {هذانِ} (?) بالتشديد، جعله عوضا من الحرف المحذوف فى التثنية، وإنما حذفوا ياء الذى، فلم يقولوا: الّذيان، وقالوا فى الشّجى ونحوه: الشّجيان، للفرق بين المعرب وغير المعرب، وكذلك حذفوا ألف «ذا» فقالوا: ذان، وقلبوا ألف المعرب، فقالوا عصوان (?)؛ لما ذكرنا من الفرق.
وزعم الفراء أن ألف ذان، هى ألف ذا، قال: لأنه لا يجوز أن يبقى الاسم غير/المضمر على حرف. والدليل على أنها ألف التثنية انقلابها فى الجرّ والنّصب، وإنما جاز أن يبقى الاسم على حرف؛ لأنّه تكثّر بألف التثنية ونونها.
وفى جمع «الذى» لغات، أوجهها قول من قالوا: الّذين، فى الأحوال الثلاث، هى (?) اللغة العليا، لأنّ القرآن نزل بها، ومنهم من يقول فى الرفع: الّذون، وهى لغة هذيل، وعلى هذا أنشد من سمعهم ينشدون هذا البيت:
وبنو نويجية الّذون كأنّهم … معط مخدّمة من الخزّان (?)
الخزّان: جمع الخزز، وهو ذكر الأرانب.
والمعط: جمع الأمعط، وهو الذى سقط شعره.