كأن ثدييه حقّان (?)

ولمّا خفّفوها أولوها الفعل، فى نحو: {وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ} (?) {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ} (?) وألزموها اللام (?) إذا وقع بعدها الفعل، كما يلزمونها إيّاها إذا وقع بعدها المبتدأ، لتدلّ اللام على أنّها المخفّفة، والكوفيّون يجعلونها النافية، ويجعلون اللام بمعنى «إلاّ» فيقولون (?): المعنى: وما كلّ إلاّ جميع لدينا محضرون، وما نظنّك إلاّ من الكاذبين، وهو من أقوالهم المستبعدة.

واعلم أن «إنما» لها معنى تنفرد به، وذلك أنها تفيد معنى الإيجاب بعد النفي (?)، كقولك: إنما خرج أخوك؛ تريد: ما خرج إلاّ أخوك، فلذلك جاز أن تقول: إنما خاصم القوم أنا، وإنما أكرم زيدا أنت، تريد: ما خاصم القوم إلاّ أنا، وما أكرم زيدا إلاّ أنت، ولو أنك قلت: خاصم القوم أنا، وأكرم زيدا أنت، لم يجز إلاّ استعمال الضمير المتّصل.

ومن الحروف المكفوفة بما كاف التشبيه، فى قولهم: كن كما أنت.

ومنها ربّ، فإذا كفّت وقع بعدها الفعل والمعرفة، فالفعل كقوله (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015