أى لم يلمّ بالذّنوب، وقد ذكرت هذا الفصل فيما تقدّم.
والتاسع: استعمالهم «لا» اسما فى قول القائل (?):
أبى جوده لا البخل واستعجلت به … نعم من فتى لا يمنع الجود قاتله
فى قول من جرّ «البخل» بإضافة «لا» إليه، لأن «لا» قد تكون للبخل ولضدّه، وسأبيّن هذا فيما بعد.
وقد استعملت العرب بعض الحروف أسماء، وذلك على ضروب، فمنها ما حكته فأقرّته على لفظه، كإقرار «لا ونعم» في هذا البيت على لفظهما، ومنها ما حكته وغيّرت معناه، كعن فى قول قطرىّ بن الفجاءة:
ولقد أرانى للرّماح دريئة … من عن يمينى مرّة وأمامى (?)
أراد: من ناحية يمينى، ومثل ذلك «على» فى قولهم: نزلت من على الجبل، يريدون: من فوق الجبل، كما قال (?):
غدت من عليه تنفض الطّلّ بعد ما … رأت حاجب الشّمس استوى فترفّعا
وممّا استعملوه اسما بمعناه حرفا، كاف التشبيه، فى نحو قول امرئ القيس، يصف فرسا (?):