الخفيفة مع الواو، تنفرد الواو دونها بالعطف، وتفيد «لكن» الاستدراك فقط، فى قولك: ما قام زيد ولكن بشر.
والثامن: أنهم استعملوها بمعنى «لم» فألزموها الماضى، كقوله تعالى:
{فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى} (?) أى لم يصدّق ولم يصلّ، ومثله: {فَلا اِقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} (?) ومثله قول الشاعر (?):
وأيّ خميس لا أفأنا نهابه … وأسيافنا يقطرن من كبشه دما
الخميس: الجيش العظيم، وكبش الجيش: رئيسه، ومن ذلك قول الآخر:
لا همّ إن الحارث بن جبله … زنا على أبيه ثمّ قتله (?)
وكان فى جاراته لا عهد له … فأيّ أمر سيّئ لا فعله
قوله: «زنا على أبيه» يروى بتخفيف النون وتشديدها (?)، فمن رواه مخفّفا فمعناه زنا بامرأته، ومن رواه مشدّدا فأصله: زنّأ، مهموز، ومعناه ضيّق عليه، وهذا القول أوجه، وهى رواية ابن السّكّيت (?)، وقال أبو خراش الهذلىّ، وهو يطوف بالبيت:
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا … وأيّ عبد لك لا ألماّ (?)