قوله: «ألقى مراسيه» أى ألقى أثقاله، وثبت كلّ الثّبات، والرّسوّ: الثّبات بثقل، ومنه قيل للجبال: الرّواسى. والمراسى: جمع المرسى، وأصل المرسى للسفينة، وهو الذى يكون من حديد، ويسمّى الأنجر، يشدّ بطرف حبل ويلقى فى البحر ليمنع السفينة من السّير، فترسو به.
فقلت لعمرى ما لهذا طرقتنا … فكل ودع الحجّاج ما أنت آكل
/سؤاله عن الحجّاج هو الذى عناه بقوله:
يسائل عن غير الذى هو آمل
وقوله: «طرقتنا» أراد أتيتنا ليلا.
أتانا ولم يعدله سحبان وائل … بيانا وعلما بالذي هو قائل
فما زال عنه اللّقم حتى كأنّه … من العيّ لمّا أن تكلّم باقل
أراد أنه امتلأ من الطعام حتى كسبته الكظّة العيّ، وهذا كقولهم: «البطنة تذهب الفطنة (?)» ولمّا بدأه الضيف بالحديث، وسأله عن الحجّاج طلبا للاستئناس قطع عليه كلامه بقوله: ما لهذا طرقتنا، فكل ودع الحجّاج، وهذا منه نهاية فى البخل؛ لأن محادثة الضيف من دلائل الكرم، وقد مدحوا بذلك وتمدّحوا به، فمن المدح قول الشّماخ (?):
إنّك يا ابن جعفر نعم الفتى … ونعم مأوى طارق إذا أتى