قوله تعالى: {فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ} (?) معناه: فمال عليهم يضربهم ضربا، وإن شئت كان انتصاب «ضربا» على الحال، كقولك: أتيته مشيا، أى ماشيا، ومثله: {ثُمَّ اُدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} (?) أى ساعيات.

و {بِالْيَمِينِ} فيه قولان: قيل باليد اليمنى، وقيل بالقوّة، وأنشدوا قول الشّماخ (?):

إذا ما راية رفعت لمجد … تلقّاها عرابة باليمين

قالوا: أراد بالقوّة، كما جاء فى التنزيل: {خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ} (?).

ويجوز أن يراد باليمين فى الآية القسم، وتكون الباء بمعنى لام العلّة، أى مال عليهم يضربهم لليمين التى حلفها، وهى قوله: {وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ} (?) ونظير وضع الباء فى موضع اللام وضعها فى قوله تعالى: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنّاهُمْ} (?) أى فلنقضهم.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015