بشرا مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا بل نحن أكثر منهم أضعافا في كل موطن، قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغضب، ونظلم، ونأمر بالسخط، وننهي عما يرضي الله، ونفسد في الأرض، فقال: أنت صدقتني (?).

وسأل هرقل هذا رجلا كان قد أسر مع المسلمين، فقال: أخبرني عن هؤلاء القوم، فقال أخبرك كأنك تنظر إليهم:

هم فرسان بالنهار، رهبان بالليل، لا يأكلون في ذمتهم الا بثمن، ولا يدخلون الا بسلام، يقفون على من حاربوا حتى يأتوا عليه، فقال: لئن كنت صدقتني ليملكن موضع قدمي هاتين.

ووصف رجل من الروم المسلمين لرجل من أمراء الروم فقال:

جئتك من عند رجال دقاق، يركبون خيولا عتاقا، أما الليل فرهبان، وأما النهار ففرسان، يريشون النبل ويبرونها (?)، ويثقفون القنا (?)، لو حدثت جليسك حديثا، ما فهمه عنك لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر، قال فالتفت الى أصحابه وقال: أتاكم منهم ما لا طاقة لكم به (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015