المحتويات
عرجت الى المؤتمر الثقافي (?) العام، الذي قد اشترك فيه ممثلو البلاد وبعثات الامم ووفود النوادي، فرأيت معرضا للجنسيات والوطنيات والحضارات، ورأيتكم أيها السادة المسلمون شامة بين الناس، لا لأنكم تمتازون عن زملاءكم في الشارة واللباس، بل لأنكم تمثلون تلك الأمة العظيمة التي كانت ولا تزال شامة بين الأمم.
كان العالم قبل ثلاثة عشر قرنا سائرا سيره الطبيعي لا ينكر من أمره شيء، فكانت القرى والمدن عامرة بالسكان، وكانت العواصم الكبرى زاخرة العمران، شامخة البنيان، وكانت الحرف البشرية ووجوه المعاش في ازدهار وانتشار. كانت الزراعة وكانت التجارة وكانت الصناعة، فبينما كانت سكة الفلاح في شغل