وأنشأوا أربعة عشر ألفا من المساجد لعبادة المسلمين، على رأس قرن من هجرة محمد صلى الله عليه وسلم من مكة، امتد سلطان خلفائه من الهند الى المحيط الاطلانطيكي، ورفرف علم الاسلام على أقطار مختلفة نائية كفارس وسورية ومصر وافريقيا وأسبانيا (?) ".
ويقول "ستودارد الأميركي" في كتابه حاضر العالم الاسلامي:
" كاد يكون نبأ نشوء الاسلام النبأ الأعجب الذي دون في تاريخ الانسان، ظهر الاسلام في أمة كانت من قبل ذلك العهد متضعضعة الكيان، وبلاد منحطة الشأن، فلم يمض على ظهوره عشرة عقود، حتى انتشر في نصف الأرض ممزقا ممالك عالية الذرى، مترامية الأطراف، وهادما أديانا قديمة كرت عليها الحقب والأجيال، ومغيرا ما بنفوس الأمم والأقوام، وبانيا عالما حديثا متراص الأركان، هو عالم الاسلام.
كلما زدنا استقصاء، باحثين في سر تقدم الاسلام وتعاليه زادنا ذلك العجب العجاب بهرا، فارتددنا عنه بأطراف حاسرة، عرفنا أن سائر الأديان العظمى إنما نشأت، ثم أنشأت تسير في سبيلها سيرا بطيئا ملاقية كل صعب، حتى كان أن قيض الله لكل دين منها ما أراده له من ملك ناصر، وسلطان قاهر انتحل ذلك الدين، ثم أخذ في تأييده والذب عنه، حتى رسخت أركانه ومنعت جوانبه، بطل النصرانية "قسطنطين" والبوذية "أسوكا" والمزدكية "قباء كسرو"، كل منهم ملك جبار، أيد دينه الذي انتحله بما استطاع من القوة والايد، إنما ليس الأمر