الموت، فينبلج الصبح الصادق في الليل الغاسق، وتتلقى الانسانية الناعسة من مؤذن الفجر درسا في الحياة والنشاط والكدح والكفاح، والشكر والعبادة، وإذا اعتز أحد بقوته وسلطانه، وزها بكثرة ملئِه واعوانه، وقال بلسان المقال أو بلسان الحال: "أنا ربكم الأعلى" أو "ما لكم من إله غيري" قام رجل متواضع على منصة عالية في كل بقعة من بقاع مملكته، أو نفوذه، ونادى "الله أكبر الله أكبر" فينادي بحكم الله في مملكته ويرغم أنف الاله الكاذب في سلطانه.

إذا هاجرت جالية مسلمة من رقعة من رقاع هذه الأرض، أو أجليت منها، لم يصب نظام المعيشة بشلل أو خلل، وظل الناس يتكسبون ويأكلون كما تأكل الأنعام، وظلت رحى الحياة تدور دورها الطبيعي، ولكن روح ذلك المجتمع الانساني تفارق جسده فيصير جثة هامدة لا حياة فيها ولا روح، كذلك كان في أسبانيا، وكذلك كان في كل بقعة انسحب منها المسلمون أو أجلاهم عنها أهلها، وهل اسبانيا الحاضرة إلا مدنية بلا روح، وحياة بلا مبدأ، وأمة بغير رسالة للعالم!.

إن المؤمن وحده هو صاحب عاطفة في هيكل العقل والمادة الذي لا يعبد فيه الا النفس والبطن، وهل الحياة الا بالعاطفة؟ وهل الدنيا إذا ماتت العاطفة، وغلب العقل، وحكمت المادة، الا سوق تجارة أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015