الى أقصاه وغزت الاسر والبيوتات، والجامعات والكليات والثانويات والمؤسسات، فما من أسرة مثقفة - الا من عصم ربك - الا وفيها من يدين بها أو يحبها أو يجلها، واذا استنطقته أو خلوت به أو أثرته عرفت أنه لا يؤمن بالله، أو لا يؤمن بالآخرة، أو لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو لا يؤمن بالقرآن الكتاب المعجز الخالد ودستور الحياة، وأفضلهم من يقول أنه لا يفكر في مثل هذه المسائل ولا يهتم بها كبير اهتمام.

انها ردة ولكنها لم تلفت المسلمين، ولم تشغل خاطرهم، لان صاحبها لا يدخل كنيسة أو هيكلا ولا يعلن ردته وانتقاله من دين الى دين، ولا تنتبه لها الاسرة فلا تقاطعه ولا تقصيه بل يظل يعيش فيها ويتمتع بحقوقها وقد يسيطر عليها، ولا ينتبه لها المجتمع فلا يحاسبه ولا يعاتبه ولا يفصله، بل يظل يعيش فيه ويتمتع بحقوقه وقد يسيطر عليه.

إنها قضية العالم الاسلامي الكبرى، إنها مشكلة الأمة الإسلامية الكبرى، ردة تنتشر وتغزو المجتمع الاسلامي ثم لا ينتبه لها أحد، ولا يفزع لها العلماء ورجال الدين، لقد قالوا قديما: "قضية ولا أبا حسن لها" وأقول: قضية ولا أبا بكر لها.

إنها قضية لا تطلب حربا ولا تطلب تهييج الرأي العام، ولا تطلب ثورة، ولا تطلب عنفا، بل ان العنف يضرها ويهيجها، والاسلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015