خاتمة

مصرع الجاهلية

من الأساطير التي سمعنا في الصغر، وبقيت في غضون الذاكرة وبعض ثناياها، أن رجلا اعتدى عليه عفريت من الجن بمثل ما كان يعتدي به الجن على البشر، فبرز الرجل بكل ما أوتي من حول وطول، وبكل ما قدر عليه من سلاح وشكّة ليقتله.

هجم الرجل على العفريت بكل سلاح ماض، وسيف باتر، وسهم مصيب، ونثر كنانته، ولم يدع في القوس منزعا، ولكنه لم ينكأ عدوه ولم يصب منه مقتلا، وما زال الرجل يعيد الكرة بعد الكرة، ويجرب سلاحا بعد سلاح، والعفريت ساخر منه غير محتفل به كأنه من نفسه على أمان، ومن سهام الرجل وهجماته في حصن حصين.

حار الرجل في أمره وأعياه أمر العفريت، وكاد يقطع من قتله الرجاء اذ أخبره العقلاء أن روح هذا العفريت في حوصلة ببغاء، وهذه الببغاء في قفص من حديد، وهذا القفص معلق في غصن شجرة، وهذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015