أجاب الله دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وقضى بانتصار المسلمين على عدوهم، وبقائهم، فكأنما كان بقاء المسلمين مشروطا بقيام حياة العبودية بهم، وقيامهم بها، فلو انقطعت الصلة بينهم وبين العبادة ورواجها وازدهارها في العالم، انقطعت الصلة بينهم وبين الحياة ولم يبق على الله لهم حق وذمة، وأصبحوا كسائر الأمم خاضعين لنواميس الحياة وسنن الكون، بل كانوا أشد جريمة، وأقل قيمة من الأمم الأخرى، إذ لم يشترط لبقائها وحياتها مثل ما اشترط لهم، وكان كما أخبر الله تعالى: {قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعائكم، فقد كذبتم فسوف يكون لزاما} [الفرقان: 77].
وقد حافظ المسلمون على هذا الشرط، وبروا بهذا العهد، وتذكروا أنهم إنما نُصروا على عدوهم - وقد كان يأتي عليهم ويستأصلهم في ساحة بدر - وتركوا على ظهر الأرض لأن عبادة الله منوطة بهم على أرض الله.
... بهذه الرسالة انبثوا في العالم، وحملوها الى الملوك والسوقة والأمم، وفي سبيل ذلك هاجروا وجاهدوا، ولأجل ذلك حاربوا وعاهدوا، ولم يزالوا يعتقدون أنهم مبعثون من الله إلى الأمم، وحاملو راية الاسلام في العالم.
أرسل سعد قبل القادسية ربعي بن عامر الى رستم - قائد