وتشيد بفضلهم ومآثرهم، وصدق إيمانهم وإخلاصهم وسموا أخلاقهم، وأي شيء أكبر شهادة من الله الذي علم ما كان وما يكون؟ بل من أصدق من الله قيلا؟
أما السنة فقد نوه النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التهم، ودعا إلى معرفة حقوقهم وإنزالهم منازلهم، وعدم إيذائهم والتهجم عليهم لما لهم من الأفضال والفضائل, ففي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" الحديث, وفي الحديث المتفق على صحته عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" 1, وروي الترمذي وابن حبان في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه"، وروى البزار في مسنده بسند رجاله موثقون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله اختار أصحابي على الثقلين سوى النبيين والمرسلين".
والواقع التاريخي يؤيد هذا الحديث وغيره كل التأييد، وإنما يعلم ذلك حق العلم من اطلع على تاريخ الصحابة وسيرهم، وما كانوا عليه من العلم والعمل والتقوى، والتضحية بالنفس والمال والأهل والولد وطهارة الأخلاق والترفع عن الأهواء والشهوات.
وقد كان كبار الصحابة, ولا سيما الخلفاء الراشدون المهديون يعرفون هذا الفضل لكل صحابي, ولو لم يكن له من الصحبة إلا الرؤية, فقد روي