بحيث يخلص لنا من كل ما ذكرنا الكثير من قواعد هذا العلم وما ذكره أثناء كتابه "الجامع الصحيح" من بعض مسائل هذا العلم.
"تدوين بعض الكتاب المستقلة في بعض أنواعه":
كذلك ألفت كتب كثيرة في بعض أنواعه فمنهم من أفرد بالتأليف غريب الحديث كما فعل أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة 210هـ وأبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ وابن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري المتوفى سنة 276هـ وأبو عبيد أحمد بن محمد الهروي المتوفى سنة إحدى وأربعمائة له كتاب الغريبين: غريب القرآن وغريب الحديث. وأبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 538هـ وأبو السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري المتوفى سنة 606هـ في كتابه "النهاية" وهو أوفى كتب الغريب وأشملها.
ومنهم من أفرد بالتأليف البحث عن أحوال الرجال وهي كثيرة منها ما ألف في الثقات ككتاب أبي حاتم محمد بن حبان البستي ومنها ما ألف في الضعفاء ككتاب "الضعفاء" للبخاري والنسائي والدارقطني, ومنها ما ألف فيما هو مشترك بينهما كتواريخ البخاري، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم و"الطبقات" لابن سعد.
ومنهم من أفراد بالتأليف الناسخ والمنسوخ وذلك كما فعل قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة 118هـ والحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن الأثرم المتوفى سنة 261هـ.
ومنهم من ألف في مختلف الأحاديث كما فعل الإمام الشافعي وابن قتيبة الدينوري وممن ألف في مختلف الحديث الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المصري الطحاوي المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وهو كتابه القيم "مشكل الآثار".