أقامَ بمَرْبَعِهِ قائماً ... على أرْبعٍ كقِسيِّ السرى

فلما حدا النَّجمَ هادى الصباح ... وآنفهُنّ نصالُ السفى

حدا بنحائصه قارباً ... أشَدَّ الحداَء ذُنابي الشبا

فباتتْ تَبارَى فلما انجلى ... تبيَّنَ ماءً خِلالَ الأشا

وعندَ شمائلها نابلٌ ... خَفيٌّ حَرامٌ عليه الكرى

أبو دَرْدَقٍ سبعةٍ مالَها ... من الكسب إلا بناتُ الملا

فجِئنَ السَّرِيَّ على هيلةٍ ... فلما سَلَكْنَ شطورَ الشوى

طوى شخصهِ فرمى رميةً ... ثنتْها عنِ الحُقْبِ أيدي المنا

فنادى الثُبورَ وأعلا العويل ... وخالَ السماحيجَ بَرْقاً خَفا

ألم يعلمْ انّ الفتى مَن إذا ... دها الخطبُ ولاَّهُ ركنَ العزا

وهلْ لا أراحَ يداً أفنيتْ ... بحفرِ القراميص بين الصُّوى

يؤمُّ الكمال ويغشى الظلالَ ... ويلقى النَّوالَ ويلقى الندى

هو البحرُ منهُ جرى الرافدان ... ومنه شفى الخافقانِ الصَّدى

فردهُ مضافا تجدْ مَأمناً ... وزره مجوداً تجدْ مُرْنوى

وَزُرْهُ جَهولاً تَنلُ حِكمةً ... وَزُرْهُ عديماً تنلْ مُقْتنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015