كلُّ فتىً شبَّ بلا إعرابِ ... فهوَّ عندي مثل الغراب

وإن رأيته لخودٍ عاشقا ... فقل لها اتّقى الغراب الناعقا

لا انتفعت بالأكل والشراب ... من آثرتْ مالا على أعراب

وقال أيضا: يمدح الشيخ سيديَّ، ويعارض مقصورة أبي صفوان الأسدي:

أشاقتكَ بعد توَلي الصّبا ... حَمولٌ بكَرْنَ بأدْمِ الظّبا

بدُعْجِ اللواحظِ بيض الوجوهِ ... ثِقالِ المُرُوطِ ثقالِ البُرَى

فأوْقدَ في القلب نارَ الغرامِ ... أنْ آذنَ بالبيْنِ داعٍ دعا

فبِتُّ كظيماً وباتَ الحِسانَ ... مستبشراتٍ بقرب النّوى

فلما طوى الصَّبحُ ثَوْبَ الظلامِ ... مسَحْن الكَرى عنْ بُدورِ الدُّجى

وقُرَّبَ بُزْلٌ منْ آلِ الجديلِ ... شُمّ الكواهِلِ شُمّ الذُّرا

فشُدَّ الحدوجُ ومُدَّ الخدورُ ... عليها وتحت الخدور المَهى

وحَثَّ الحداةُ بها أسْطُراً ... ثمانيةً من نخيل رِوى

فأمْسَتْ منازِلُهُمْ بَلْقَعاً ... يُرَجّعُ فيها الحمامُ الغِنا

فأعملتُ في إثرِهمْ جَسْرَةً ... أنيلَتْ محالاً كصُمّ الصَّفا

عوجَ الصَّباح وسوج الرواحِ ... نَعُوب الهجيرِ خَبوبَ السُّرى

كأبي وَرَحْلي على قارحٍ ... من الحُقْبِ جأبٍ خميص الحشى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015