وأهلُ المرءِ نَيْلُ غِنىً وجاهٍ ... وهل يسعى الرّجالُ لغير ذين

ومسقَطُ رأسهِ ضرٌّ ونفعٌ ... وإلا فاتباعُ الفارظين

فمالُ المنْذريْن يُعدُّ فقراً ... بلا عِزٍّ ومالُ الحارثين

وعِزُّ الحاثَين يعُدُّ ذُلاً ... بلا مال وعزُّ المنذرين

فعِش حُرًّا فإِن لم تستطعهُ ... فضرباً في عُراضِ الجَحْفَلين

وهُوْنٌ في أقاصي الناس هَينٌ ... وهونٌ في العشيرةِ غيرُ هَيْن

فما المنكورُ من أصل وعين ... بكالمعرُوفِ منْ أصْلٍ وعَين

ولمَّا صاحَ من فوْدي نذيرٌ ... وصرَّحَ ثانياً بالعارضين

وقبلَ الشّيبِ إيجادي نَعاني ... فليْسَ الشيْبُ أولَّ ناعِيَين

وداعي القلب بالتجريبِ نادى ... وداعي الله أندى الداعيين

سَلا قلبي عن الدُّنيا لكوني ... وما أهواهُ منها فانِيَّيْن

وإني إنْ ظَفِرتُ به فلسْنا ... على حالٍ تدومُ بباقيين

ولكنّا إذا طَبَقٌ تولى ... على طبقٍ ترانا راكبين

وعن عهدِ الشّبيبةِ والملاهي ... وأيامِ الميامنِ والكُنين

سِوى أني استباحَ حَريم صبري ... هَوى الحرمين أشرفِ موطنَين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015