وقد يُلفى إذا الجُليّ ادلهَمَّت ... أسامَة من يُظنُّ أبا الحصين
ومهْما يعْرُني للهمِّ ضيْفٌ ... يجُرُّ من البلابل ضيفنين
جعلتُ قراهُ أكومَ قيسريًّا ... هجانَ اللوْنِ جونَ الذِّفريين
كأنّ صِنانه المنباعَ نقسٌ ... تحدَّر من جوانبِ قمقمين
على ليتين كالتُّرسين مُداً ... إلى كالقصر رحب القُصْرَيين
يزمُّ عن الكَلاَلِ وكلّ نعْتٍ ... يعابُ سوى انفتالِ المرفقين
رعا روْضِ الحمى غضاً نضيراً ... فلم يحتجْ لماءٍ الدُّحرضين
وعنْ صدَّا له السّعدانُ أغنى ... إلى أمدِ انسلاخ جُماديين)
له افتر الكِمامُ بكلّ ثغر ... وبكّاهُ الغمامُ بكلّ عين
فملكه الرُّعاةُ الأمر حتى ... كساهُ النّيَّ نسجُ المِشفريْن
نثبطهُ أداهمُ من حديدٍ ... يَنُوءُ بها مُداني السَّاعدين
إلى أن كاد وهو بلا جَناحٍ ... يطيرُ بقوةٍ في المنكبين