نوضّحُ حَيثُ تلْتبسُ المعاني ... دَقيقَ الفرْقِ بين المعنيين
وأطواراً نميلُ لذِكرِ دارا ... وكسرى الفارسيّ وذي رُعين
ونَحوَ الستةِ الشُّعراءِ ننحُو ... ونحوَ مُهَلْهلِ ومُرَقّشيْن
وشِعرَ الأعمييْن إذ أردنا ... وإن شئنا فشِعر الأعشيين
ونذهبُ تارةً لأبي نواسٍ ... ونذهبُ تارةً لابن الحسين
وإني والنُّهى تنْهى وتجلو ... خفايا اللبْسِ في المتشابهيْن
عدتني أنْ أصافيَ كلَّ خلٍّ ... مخائلُ من مُداهنةٍ ومين
كلا أخوىَّ يُظِهرُ لي وِداداً ... فاعرفُ ما يَسُرُّ كلا الأخين
فمن يَكُ راغباً في القربِ منِى ... يجدني دون ماءِ المقلتين
ومن يوثرْ قلايَ فليْسَ شيءٌ ... يُوَاصلُ بينهُ أبداً وبيني
ألاحِظُ من خليِطيَ كلَّ زيْنٍ ... كما أغضى له عنْ كلِّ شين
ولا أصْغِي إلى العَوْراءِ حتى ... يرى أني أصَمَّ المسمعين
وما جَهْلُ الجهولِ بمستفزي ... وما لي بالدنَّيةِ من يدين
وأحملُ كلَّ ما يأتي خليلي ... لهُ إلا عُبوس الحاجبين
وليس يهولني منْ مستشيطٍ ... تهَدُّدُه بنفض المِذْرَوَيْن
وعندي جانبٌ في الهَزل لينٌ ... وآخرُ عند جِديَ غير لين