وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: (إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة) (?).

ويقول مقولته المشهورة التي قالها عندما اقتيد إلى السجن: (ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما رحلت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة) (?).

بل إنك تجد عند عوام المسلمين من سكون القلب وراحة البال، وبرد اليقين ما لا تجده عند كبار الكتاب والمفكرين والأطباء من غير المسلمين فكم من الأطباء غير المسلمين على سبيل المثال من يعجب، ويذهب به العجب كل مذهب، وذلك إذا كان لديه مريض مسلم واكتشف أنه مصاب بداء خطير -كالسرطان مثلاً- فترى هذا الطبيب يحتار في كيفية إخبار هذا المريض، ومصارحته بعلته، فتجده يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى، وتجده يمهد الطريق، ويضع المقدمات، كل ذلك خشية من ردة فعل المريض إزاء هذا الخبر، وما أن يُعْلمه بمرضه، ويخبره بعلته - إلا ويفاجأ بأن هذا المريض يستقبل هذا الخبر بنفس راضية، وصدر رحب، وسكينة وهدوء. لقد أدهش كثيرًا من هؤلاء إيمان المسلمين بالقضاء والقدر فكتبوا في هذا الشأن، معبرين عن دهشتهم، مسجلين شهادتهم بقوة عزائم المسلمين، وارتفاع معنوياتهم، وحسن استقبالهم لصعوبات الحياة (?).

فهذه شهادة حق من قوم حرموا الإيمان بالله وبقضائه وقدره:

ومليحة شهدت لها ضرتها ... والفضل ما شهدت به الأعداء

ومن هؤلاء الكتاب الذين كتبوا في ذلك - الكاتب المشهور (ر. ن. س بودلي) مؤلف كتابي (رياح على الصحراء) و (الرسول) وأربعة عشر كتابًا أخرى، والذي أورد رأيه (ديل كارينجي) في كتابه (دع القلق وابدأ الحياة) في مقالة بعنوان (عشت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015